والحمد لله رب العالمين العزيز الحكيم ذي القوة المتين ، الذي كرمنا وجعلنا من المسلمين ، فله الشكر والمنّة بأن تفضل علينا وجعلنا من أهل السنّة ، اللهم كم كتبتها علينا فلا تقبضنا إلا عليها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ونبيه ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة وتركنا على المحجة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، وأصلي وأسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد
إن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات وميزه بالعقل وهو مناط التكليف ، والمتأمل لكتاب الله تعالى يلحظ ذكره عزوجل لفظ ( يعقلون ) اثنان وعشرين مرة ، فهذا الدين يخاطب العقل السليم ، أما العقل السقيم فتجده معرضاً ، فنبدأ ونقول الحمد لله على نعمة العقل والبصيرة ولا عزاء للذين عميت قلوبهم فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (المجادلة : 22 )
إنهم رجال بدر الأوائل الذين نزلت فيهم هذه الآيات ، فلله درهم من رجال ، أختارهم الله عزوجل ليكونوا صحابة خير خلقه ، فعلموا حقيقة الرسالة وآمنوا بها فهانت في ناظرهم الأنساب والأسماء لما يكون الأمر مرضاة لرب الأرض والسماء ، أدركوا أن هذا الدين ماض بإذن الله ولو كره الكافرون ولو تآمر عليه المتآمرون ولو مرق منه المارقون ، فحققوا ذلك الإيمان عملياً ، أما نحن فخذلنا الدين إلا من رحم ربي بدعاوى الوطنية والقومية والوحدة!! فتركنا من يتكلم في الله سبحانه وتعالى ويخوض في عِرض النبي صلى الله عليه وسلم ويسب صحابته ويعادي سنته ، ميّعنا الدين بدعوة الوحدة !! ولم يقف عاقل للحظات ويسأل نفسه على أي شيء نتحد ؟!!
هذا الموضوع لماذا الآن ؟
لسببين :
أولهما لتعرف أخي يا من منّ الله عليك وأختارك من أهل سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لتعرف وتقدر ما أنت فيه من نعمة وتؤدي شكرها وتسأل الله أن يثبتك عليها وتحرص كل الحرص أن تموت عليها وتلقى الله عزوجل يوم القيامة بحب الدين كله بحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته أجمعين بحب سنته وإتباعك لها ودفاعك عنها ونصرتك لمن نصرها ووقوفك سداً منعياً لمن أراد النيل منها ... سمع الإمام أبوعبدالله أحمد بن حنبل ذات يوم ولده عبد الله يدعو ويقول اللهم أمتني على الإسلام ..فقال الإمام قل وعلى السنة.
نعم ففي زمن البدع والشبهات لا خلاص ولا نجاة إلا بإتباع سنة المصطفى عليه التسليم والصلوات ، ومن حاد كان أقرب للنار من جنة عرضها كعرض الأرض والسموات.
ثانيهما ليدرك كل غافل أو متغافل ما يحاك لأهل السنة من هؤلاء الروافض الخبثاء ، لتدرك مدى الحقد الدفين الذي لم نجده عند اليهود والصليبين ، لتعرف الحقيقة وتكف لسانك عن الدفاع عنهم فو الله أقولها لله بعد كل ما نراه لا يدافع عنهم إلا منافق معلوم النفاق ، أو جاهل مغيب العقل
إن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات وميزه بالعقل وهو مناط التكليف ، والمتأمل لكتاب الله تعالى يلحظ ذكره عزوجل لفظ ( يعقلون ) اثنان وعشرين مرة ، فهذا الدين يخاطب العقل السليم ، أما العقل السقيم فتجده معرضاً ، فنبدأ ونقول الحمد لله على نعمة العقل والبصيرة ولا عزاء للذين عميت قلوبهم فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (المجادلة : 22 )
إنهم رجال بدر الأوائل الذين نزلت فيهم هذه الآيات ، فلله درهم من رجال ، أختارهم الله عزوجل ليكونوا صحابة خير خلقه ، فعلموا حقيقة الرسالة وآمنوا بها فهانت في ناظرهم الأنساب والأسماء لما يكون الأمر مرضاة لرب الأرض والسماء ، أدركوا أن هذا الدين ماض بإذن الله ولو كره الكافرون ولو تآمر عليه المتآمرون ولو مرق منه المارقون ، فحققوا ذلك الإيمان عملياً ، أما نحن فخذلنا الدين إلا من رحم ربي بدعاوى الوطنية والقومية والوحدة!! فتركنا من يتكلم في الله سبحانه وتعالى ويخوض في عِرض النبي صلى الله عليه وسلم ويسب صحابته ويعادي سنته ، ميّعنا الدين بدعوة الوحدة !! ولم يقف عاقل للحظات ويسأل نفسه على أي شيء نتحد ؟!!
هذا الموضوع لماذا الآن ؟
لسببين :
أولهما لتعرف أخي يا من منّ الله عليك وأختارك من أهل سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لتعرف وتقدر ما أنت فيه من نعمة وتؤدي شكرها وتسأل الله أن يثبتك عليها وتحرص كل الحرص أن تموت عليها وتلقى الله عزوجل يوم القيامة بحب الدين كله بحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته أجمعين بحب سنته وإتباعك لها ودفاعك عنها ونصرتك لمن نصرها ووقوفك سداً منعياً لمن أراد النيل منها ... سمع الإمام أبوعبدالله أحمد بن حنبل ذات يوم ولده عبد الله يدعو ويقول اللهم أمتني على الإسلام ..فقال الإمام قل وعلى السنة.
نعم ففي زمن البدع والشبهات لا خلاص ولا نجاة إلا بإتباع سنة المصطفى عليه التسليم والصلوات ، ومن حاد كان أقرب للنار من جنة عرضها كعرض الأرض والسموات.
ثانيهما ليدرك كل غافل أو متغافل ما يحاك لأهل السنة من هؤلاء الروافض الخبثاء ، لتدرك مدى الحقد الدفين الذي لم نجده عند اليهود والصليبين ، لتعرف الحقيقة وتكف لسانك عن الدفاع عنهم فو الله أقولها لله بعد كل ما نراه لا يدافع عنهم إلا منافق معلوم النفاق ، أو جاهل مغيب العقل
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ***وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
فإن الأمر جد عظيم ، ولا يصلح فيه التهاون.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يجعل هذا الموضوع خالصاً لوجهه تعالى وأن يتقبله منا
ونسأله تعالى أن يبارك ويجزي خيراً كل أخ أعان على مثل هذا الموضوع بنشر صورة أو وثيقة أو ملف صوتي أو مرئي على الانترنت يفضح هؤلاء القوم
ونسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكن لإخواننا من أهل السنة في العراق معينا حفيظا وكيلا
وأن يرفع عنهم ما هم فيه من كرب ويكشف عنهم الضر وينصرهم ويخذل عدوهم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وأن يرفع عنهم ما هم فيه من كرب ويكشف عنهم الضر وينصرهم ويخذل عدوهم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
الجزء الثانى الذى قد وعدت به
لعل الامر يكون واضح اكثر
بيــان عقيــدة القـــوم
ت – تحريف القرءان
يقول تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (الحجر : 9 ) أما هؤلاء فيقولون..
- هذا جمع لأقوال علماء الرافضة في تحريف القرءان ( بعضها منقولة من أحد المنتديات والبعض الآخر من كتاب "الشيعة وتحريف القراءن"للشيخ عبدالله بن علي الناصر ) فجزى الله خيراً الجميع
قال الجزائري في كتابه الأنوارالنعمانية 2/357 ، 358 :
((إن تسليم تواترها { القراءات السبع } عن الوحي الآلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا ، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها ( يقصد صحة وتصديق الروايات التي تذكر بأن القرآن محرف)
نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل)).
((والظاهر أن هذا القول ( أي إنكار التحريف ) إنما صدرمنهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها (- وهذا الكلام من الجزائرى يعني أن قولهم ( أي المنكرين للتحريف ) ليس عن عقيدة بل لاجل مصالح أخرى ))).
ويمضي نعمة الله الجزائري فيقرر أن أيادي الصحابة امتدت إلى القرآن وحرفته وحذفت منه الآيات التي تدل على فضل الأئمة فيقول 1/97: ((ولا تعجب من كثرةالأخبار الموضوعة)) (يقصد الاحاديث التي تروى مناقب وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم) فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن )) عزيزي القارئ إن المقصود في نور القرآن هو فصل في كتاب الانوار النعمانية لكن هذا الفصل حذف من الكتاب في طبعات متأخرة لخطورته.
ويعزف الجزائري على النغمة المشهورةعند الشيعة بأن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا علي رضوان الله عليه وأن القرآن الصحيح عند المهدي وأن الصحابة ما صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلا لتغيير دينه وتحريف القرآن فيقول 2/360،361،362 :
((قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي صلى الله عليه وسلم ،فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمربن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام. وفي ذلك القرآن(يقصد القرآن الذي عند المهدي) زيادات كثيرة وهو خال من التحريف ، وذلك أن عثمان قد كان من كتاب الوحي لمصلحة رآها صلى الله عليه وسلم وهي أن لا يكذبوه فيأمر القرآن بأن يقولوا إنه مفترى أو إنه لم ينزل به الروح الأمين كما قاله أسلافهم، بل قالوه أيضا وكذلك جعل معاوية من الكتاب قبل موته بستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضا وعثمان وأضرابه ما كانوا يحضرون إلا في المسجد مع جماعة الناس فما يكتبون إلا ما نزل به جبرائيل عليه السلام. أما الذي كان يأتي به داخل بيته صلى الله عليه وسلم فلم يكن يكتبه إلا أمير المؤمنين عليه السلام لأن له المحرمية دخولا وخروجا فكان ينفرد بكتابة مثل هذا وهذا القرآن الموجود الآن في أيدي الناس هو خط عثمان ، وسموه الإمام وأحرقوا ما سواه أو أخفوه ، وبعثوا به زمن تخلفه إلى الأقطار والأمصار ومن ثم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية )).
وقد أرسل عمر بن الخطاب زمن تخلفه إلىعلي عليه السلام بأن يبعث له القرآن الأصلي الذي هو ألفه وكان عليه السلام يعلم أنه طلبه لأجل أن يحرقه كقرآن ابن مسعود أو يخفيه عنده حتى يقول الناس : إن القرآن هوهذا الكتاب الذي كتبه عثمان لا غير فلم يبعث به إليه وهو الآن موجود عند مولانا المهدي عليه السلام مع الكتب السماوية ومواريث الأنبياء ولما جلس أمير المؤمنين عليه السلام (هذا الكلام من العالم الجزائري الشيعي هو جواب لكل شيعي يسأل نفسه لماذا لم يظهر علي رضى الله عنه القرآن الأصلي وقت الخلافة) على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى ، وكما لم يقدر على إجراء المتعتين متعة الحج ومتعةالنساء. وقد بقي القرآن الذي كتبه عثمان حتى وقع الى أيدي القراء فتصرفوا فيه بالمد والإدغام والتقاء الساكنين مثل ما تصرف فيه عثمان وأصحابه وقد تصرفوا في بعض الآيات تصرفا نفرت الطباع منه وحكم العقل بأنه ما نزل هكذا.
وقال أيضا في ج 2/363 :
فإن قلت كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع مالحقه من التغيير ، قلت قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرى ويعمل بأحكامه ( هذا جواب العالم الجزائري لكل سني اوشيعي يسأل لماذا يقرأ الشيعه القرآن مع انه محرف.)
الفيض الكاشاني ( المتوفي 1091 هـ) :
وممن صرح بالتحريف من علمائهم : مفسرهم الكبير الفيض الكاشاني صاحب تفسير " الصافي ".
قال في مقدمة تفسيره معللا تسمية كتابه بهذا الأسم (( وبالحري أن يسمى هذا التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير )) تفسير الصافي - منشورات مكتبة الصدر - طهران - ايران ج1 ص13.
وقد مهد لكتابه هذا باثنتي عشرة مقدمة ، خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف القرآن. وعنون لهذه المقدمة بقوله ( المقدمة السادسة في نبذ مما جاء في جمع القرآن ، وتحريفه وزيادته ونقصه ، وتأويل ذلك) المصدر السابق ص 40.
وبعد أن ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن ، والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم ، خرج بالنتيجة التالية فقال : )) والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ،وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم(( - تفسير الصافي 1/49 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر - طهران.
ثم ذكر بعد هذا أن القول بالتحريف اعتقاد كبار مشايخ الإمامية قال : )) وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن ، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ، ولم يتعرض لقدح فيها ، مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي ـ رضي الله عنه ـ فإن تفسيره مملوء منه ، وله غلو فيه ، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الإحتجاج )) تفسير الصافي 1/52 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر - طهران.
أبو منصور أحمد بن منصورالطبرسي ( المتوفي سنة 620هـ) :
روى الطبرسي في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: (( لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم )) الاحتجاج للطبرسي منشورات الأعلمي - بيروت - ص 155 ج1.
ويزعم الطبرسي أن الله تعالى عندما ذكر قصص الجرائم في القرآن صرح بأسماء مرتكبيها ، لكن الصحابة حذفوا هذه الأسماء ، فبقيت القصص مكناة. يقول : ((إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ، ليست منفعله تعالى ، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين )) المصدر السابق 1/249.
ولم يكتف الطبرسي بتحريف ألفاظ القرآن ، بل أخذ يؤول معانيه تبعا لهوى نفسه ، فزعم أن في القرآن الكريم رموزا فيها فضائح المنافقين ، وهذه الرموز لايعلم معانيها إلا الأئمة من آل البيت ، ولو علمها الصحابة لأسقطوها مع ما أسقطوا منه( المصدر السابق 1/253).
هذه هي عقيدةالطبرسي في القرآن ، وما أظهره لا يعد شيئا مما أخفاه في نفسه ، وذلك تمسكا بمبدأ(التقية ) يقول : (( ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف وبدل ، مما يجري هذا المجرى لطال ،وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ، ومثالب الأعداء)) المصدر السابق 1/254.
ويقول في موضع آخر محذرا الشيعه من الإفصاح عن التقيه (( وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل ، والكفر ، والملل المنحرفة عن قبلتنا ، وإبطال هذا العلم الظاهر ، الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الائتمار لهم والرضا بهم ، ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق )) المصدر السابق 1/249.
صلاح الدينالأحد مارس 29, 2009 6:34 am