منتدى الأرانب للجميع
أهل الجنه وأهل النار هل كلهم خالدين فى نعيمهم أوعذابهم ؟؟  343215

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات الأرانب للجميع .
المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى . مع تحيات الإدارة

أهل الجنه وأهل النار هل كلهم خالدين فى نعيمهم أوعذابهم ؟؟  Rabbit10


منتدى الأرانب للجميع
أهل الجنه وأهل النار هل كلهم خالدين فى نعيمهم أوعذابهم ؟؟  343215

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات الأرانب للجميع .
المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى . مع تحيات الإدارة

أهل الجنه وأهل النار هل كلهم خالدين فى نعيمهم أوعذابهم ؟؟  Rabbit10

منتدى الأرانب للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأرانب للجميع دخول

أول منتدى عربى رائد في مجال تربية الأرانب ومستلزماتها ... يضم صفوة خبراء المجال ويعتبر الوجهة الأولى لمربي الأرانب فى العالم العربي ، حيث يساعد أصحاب الأرانب والحيوانات بأمورتربيتها ورعايتها وكيفية التعامل معها ، تجد به أيضا كل ما يهمك عن الزراعة وتربية


أهل الجنه وأهل النار هل كلهم خالدين فى نعيمهم أوعذابهم ؟؟

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

08102017
أهل الجنه وأهل النار هل كلهم خالدين فى نعيمهم أوعذابهم ؟؟

قال تعالى
(فَأَمَّا الَّذينَ شَقوا فَفِي النّارِ لَهُم فيها زَفيرٌ وَشَهيقٌ ﴿١٠٦﴾ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ ﴿١٠٧﴾وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ﴿١٠٨﴾ هود

من تفسير الشيخ الشعراوى

وكلمة الخلود تفيد المكث طويلا ، مكوثا له ابتداء ولا نهايه لة ، واذا اُبد فهو تأكيد الخلود ، والذين شقوا انما يدخلون النار بدءا من لحظة .. (يَومَ يَأتِ لا تَكَلَّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ ... ) 105 هود .. وهو عذاب لا نهايه له بالنسبة للكافرين . وأما عذاب المسلم العاصى على ما ارتكب من آثام ، فبدايتة من لحظة انتهاء الحساب الى أن تنتهى فترة عذابة المناسبة لمعاصية ، ويدخل الجنة بعد ذلك . ولهذا قال الحق سبحانه (إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ) ..

وهكذا ينقص الحق سبحانه الخلود فى النار بالنسبة لأنصاف المؤمنين فالحق سبحانه (فَعّالٌ لِما يُريدُ) .. ولا يحكمه اى شئ . واياكم ان تظنوا ان قدر الله يحكمه ، فالقدر فِعلُه ، ولا أحد يسأل الله سبحانه عما يفعل ، لأن ذات الله هى الفاعلة ، فإِن شاء سبحانه ان ينقص خلود مسلم عاص فى النار ،


فالنقص يكون فى النهاية ، وبذلك يتحقق ايضا نقص خلوده فى الجنة ، لأنه لا يدخلها الا بعد ان يستوفى عقابه .
وبهذا التصور ينتهى الاشكال الذى اختلف حوله مائة وخمسون عالما ، فقد ظن بعضهم أن الحق سبحانه يغلق ابواب النار على من أدخلهم اياها ، ويستمر ذلك الى ما لا نهاية ، وكذلك من دخل الجنة من البداية سيظل فيها ابدا ، ولن يلُحق الله أصحاب الكبائر بالجنة ، ومن قال بذلك الرأى انما يُسوى بين من ارتكب الكبيرة وبين الكافر بالله ، وهذا امر غير متصور ، وهو بعيد عن رحمة الله .

واذا كان هذا البعض من العلماء قد استدل على رأية بالآية الكريمة التى جاءت فى سورة الجن ، والتى يقول فيها الحق سبحانه  (إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴿٢٣﴾ الجن ... فنحن نقول ، ان الحق سبحانه يربب لطفه للكافر حتى يؤمن ، وللعاصى حتى يتوب ، وهذا من رحمة الله سبحانه ، فتأبيد الخلود فى العذاب لم يرد الا فى آيتين .. فى الآيه السابقة من سورة الجن .. وفى قوله تعالى (إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ الاحزاب .. وهذا دليل على عظيم رحمة الله وسعة عفوة سبحانه . ولذلك قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انة رحمه الله للعالمين ، وكلمة ( العالمين ) جمع (عالم ) والعالم هو ما سوى الله تعالى .

ولذلك هناك رحمة للكافر ، هى عطاء الله له فى الدنيا . وهكذا نعلم أن الله سبحانه هو الذى يملك نواميس الكون ، ولم يتركها تفعل وحدها ، بل يزاول سبحانه سلطانه عليها ، وما دام القدر هو فعله سبحانه ، فهو يغير فيه كما يشاء ، فهو سبحانه رب الزمان والمكان والحركة ، وما دام هو رب كل شئ فإِنة فعال لما يريد ، وهنا تخضع أبدية الزمان لمراده ومشيئته . وقول الحق سبحانه (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ) .. نفهم منه ان الجنة والنار لا بد ان يوجد لهما ما يعلوهما ويظللهما ، ولا بد أن يوجدا فوق ارض ما . واذا قال قائل : اِن الحق سبحانه قد ذكر فى القرآن أن السماء سوف تمور وتنفطر .. قال تعالى (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ﴿٩﴾ الطور ... نقول ردا عليه : لا تأخذ آية فى القرآن الا بضميمة مثيلاتها ولذلك

قال الحق سبحانه : (يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ ... 48 ) ابراهيم .. والحق سبحانه يورث أرض الجنة لمن يشاء ، لأنه سبحانه هو القائل على لسان المؤمنين يوم القيامة : (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ .. 74 ) الزمر .. أو لأن الانسان له أغيار ، وما حوله له أغيار . ومن العجيب أن الانسان المخدوم بالمادة الجامدة ، وبالنبات النامى ، وبالحيوان الذى يحس ويتحرك ، هذا الانسان قد يكون اطول عمرا من بعض المخلوقات المسخرة لخدمتة ، لكنه أقل عمرا من الشمس ومن القمر . لكن الحق سبحانه هنا يصور عمر الانسان فى الآخرة ، فكأنه سبحانه يعطى الامد على أطول ما عرفنا من الأعمار ، ولذلك قال سبحانه (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ) .. واذا علق الله سبحانه شيئا على شئ ، فلابد أن يوجد هذا التعليق .

والحق سبحانه يتكلم عن أهل النار من الكفار ، فيقول تعالى : (وَلا يَدخُلونَ الجَنَّةَ حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ  .... 40 ) الأعراف ... فهل سيلج الجمل فى سم الخياط ؟؟ ان ذلك محال . ولذلك أقول : فلنأخذ التعليقات فى نطاق أنه سبحانه : (فَعّالٌ لِما يُريدُ ) .. وقد جاء فى الكتاب قول سيدنا عيسى عليه السلام   (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ المائدة ... فكان مقتضى السياق أن يقول سبحانه : واِن تغفر لهم فاِنك الغفور الرحيم . وهذة نظرة سطحية لمدلولات القرآن . بعقول البشر ، أما ببلاغة الحق سبحانه فيكون الامر مخالفا ، فأمر التعذيب او الغفران موكول لله وحده ، وليس لأحد أن يسأله لم فعل هذا ؟ ولم ترك هذا ؟ لذلك كان هذا هو معنى العزة ، ولذلك كان سبحانه عزيزا ،

وهو سبحانه ايضا حكيم فى أى أمر يحكم فيه سواء أكان بالتعذيب أو المغفرة . لذلك جاء سبحانه بالخاتمة التى تثبت للحق سبحانه التعذيب أو المغفرة . ففى تعذيب الكافرين قال سبحانه (فَعّالٌ لِما يُريدُ) وفى الكلام عن الطائعين الذين أدخلوا الجنة قال سبحانه : (وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ﴿١٠٨﴾ . فالحق سبحانه يعطى المؤمنين ما شاء ، ويؤكد خلودهم فى الجنة ، وعطاؤه لهم لا مقطوع ولا ممنوع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تفسير ابن كثير

وقوله: ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) كقوله تعالى: النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [ الأنعام:128 ] .
وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء، على أقوال كثيرة، حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه « زاد المسير » وغيره من علماء التفسير، ونقل كثيرًا منها الإمام أبو جعفر بن جرير، رحمه الله، في كتابه واختار هو ما نقله عن خالد بن مَعْدَان، والضحاك، وقتادة، وأبي سِنَان، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضًا:أن الاستثناء عائد على العُصاة من أهل التوحيد، ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين، من الملائكة والنبيين والمؤمنين، حين يشفعون في أصحاب الكبائر، ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين، فتخرج من النار من لم يعمل خيرا قط، وقال يوما من الدهر:لا إله إلا الله.

كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك من حديث أنس، وجابر، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وغيرهم من الصحابة ، ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها. وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديما وحديثا في تفسير هذه الآية الكريمة. وقد روي في تفسيرها عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وابن عباس، وابن مسعود ، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر، وأبي سعيد، من الصحابة. وعن أبي مِجْلَز، والشعبي، وغيرهما من التابعين. وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الأئمة - أقوال غريبة. وورد حديث غريب في معجم الطبراني الكبير، عن أبي أمامة صُدَىّ بن عَجْلان الباهلي، ولكن سنده ضعيف، والله أعلم.

وقال قتادة:الله أعلم بثنياه.
وقال السدي:هي منسوخة بقوله: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [ النساء:57 ] .
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 )
يقول تعالى: ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا ) وهم أتباع الرسل، ( فَفِي الْجَنَّةِ ) أي:فمأواهم الجنة، ( خَالِدِينَ فِيهَا ) أي:ماكثين مقيمين فيها أبدا، ( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) معنى الاستثناء هاهنا:أن دوامهم فيما هم فيه من النعيم، ليس أمرا واجبا بذاته، بل هو موكول إلى مشيئة الله تعالى، فله المنة عليهم [ دائمًا ] ، ولهذا يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النَّفس.

وقال الضحاك، والحسن البصري:هي في حق عصاة الموحدين الذين كانوا في النار، ثم أخرجوا منها. وعقب ذلك بقوله: ( عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) أي:غير مقطوع - قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية وغير واحد، لئلا يتوهم متوهم بعد ذكره المشيئة أن ثم انقطاعًا، أو لبسا، أو شيئًا بل ختم له بالدوام وعدم الانقطاع.
كما بين هنا أن عذاب أهل النار في النار دائما مردود إلى مشيئته، وأنه بعَدْله وحكمته عذبهم؛ ولهذا قال: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [ هود:107 ] كَمَا قَالَ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [ الأنبياء:23 ] ، وهنا طيب القلوب وثَبَّت المقصود بقوله: ( عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )
يا أهل الجنة، خُلُود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت .
وفي الصحيحين أيضا: « فيقال يا أهل الجنة، إن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهْرَموا أبدا، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبَأسوا أبدا » .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تفسير القرطبى

قوله تعالى: « خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض » « ما دامت » في موضع نصب على الظرف؛ أي دوام السماوات والأرض، والتقدير: وقت ذلك. واختلف في تأويل هذا؛ فقالت. طائفة منهم الضحاك: المعنى ما دامت سماوات الجنة والنار وأرضهما والسماء كل ما علاك فأظلك، والأرض ما استقر عليه قدمك؛ وفي التنزيل: « وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء » [ الزمر: 74 ] . وقيل: أراد به السماء والأرض المعهودتين في الدنيا وأجرى ذلك على عادة العرب في الإخبار. عن دوام الشيء وتأبيده؛ كقولهم: لا آتيك ما جن ليل، أو سال سيل، وما اختلف الليل والنهار، وما ناح الحمام، وما دامت السماوات والأرض، ونحو هذا مما يريدون به. طولا من غير نهاية؛ فأفهمهم الله تخليد الكفرة بذلك. وإن كان قد أخبر بزوال السماوات. والأرض. وعن ابن عباس أن جميع الأشياء المخلوقة أصلها من نور العرش، وأن السماوات والأرض في الآخرة تردان إلى النور الذي أخذتا منه؛ فهما دائمتان أبدا في نور العرش.

قوله تعالى: « إلا ما شاء ربك » في موضع نصب؛ لأنه استثناء ليس من الأول؛ وقد اختلف فيه على أقوال عشرة: الأولى: أنه استثناء من قوله: « ففي النار » كأنه قال: إلا ما شاء ربك من تأخير قوم عن ذلك؛ وهذا قول رواه أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري وجابر رضي الله عنهما. وإنما لم يقل من شاء؛ لأن المراد العدد لا الأشخاص؛ كقوله: « ما طاب لكم » [ النساء: 3 ] . وعن أبي نضرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا من شاء ألا يدخلهم وإن شقوا بالمعصية ) . الثاني: أن الاستثناء إنما هو للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار؛ وعلى هذا يكون قوله: « فأما الذين شقوا » عاما في الكفرة والعصاة، ويكون الاستثناء من « خالدين » ؛ قاله قتادة والضحاك وأبو سنان وغيرهم.

وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يدخل ناس جهنم حتى إذا صاروا كالحممة أخرجوا منها ودخلوا الجنة فيقال هؤلاء الجهنميون ) وقد تقدم هذا المعنى في « النساء » وغيرها. الثالث: أن الاستثناء من الزفير والشهيق؛ أي لهم فيها زفير وشهيق إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب الذي لم يذكره، وكذلك لأهل الجنة من النعيم ما ذكر، وما لم يذكر. حكاه ابن الأنباري. الرابع: قال ابن مسعود: « خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض » لا يموتون فيها، ولا يخرجون منها « إلا ما شاء ربك » وهو أن يأمر النار فتأكلهم وتفنيهم، ثم يجدد خلقهم.

قلت: وهذا القول خاص بالكافر والاستثناء له في الأكل، وتجديد الخلق. الخامس: أن « إلا » بمعنى « سوى » كما تقول في الكلام: ما معي رجل إلا زيد، ولي عليك ألفا درهم إلا الألف التي لي عليك. قيل: فالمعنى ما دامت السماوات والأرض سوى ما شاء ربك من الخلود. السادس: أنه استثناء من الإخراج، وهو لا يريد أن يخرجهم منها. كما تقول في الكلام: أردت أن أفعل ذلك إلا أن أشاء غيره، وأنت مقيم على ذلك الفعل؛ فالمعنى أنه لو شاء أن يخرجهم لأخرجهم، ولكنه قد أعلمهم أنهم خالدون فيها، ذكر هذين القولين الزجاج عن أهل اللغة، قال: ولأهل المعاني قولان آخران، فأحد القولين: « خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك » من مقدار موقفهم على رأس قبورهم، وللمحاسبة، وقدر مكثهم في الدنيا، والبرزخ، والوقوف للحساب.

والقول الآخر: وقوع الاستثناء في الزيادة على النعيم والعذاب، وتقديره: « خالدين فيها ما دامت السماوات ولأرض إلا ما شاء ربك » من زيادة النعيم لأهل النعيم، وزيادة العذاب لأهل الجحيم.
قلت: فالاستثناء في الزيادة من الخلود على مدة كون السماء والأرض المعهودتين في الدنيا واختاره الترمذي الحكيم أبو عبدالله محمد بن علي، أي خالدين فيها مقدار دوام السماوات والأرض، وذلك مدة العالم، وللسماء والأرض وقت يتغيران فيه، وهو قوله سبحانه: « يوم تبدل الأرض غير الأرض » [ إبراهيم: 48 ] فخلق الله سبحانه الآدميين وعاملهم، واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنة، وعلى ذلك بايعهم يوم الميثاق، فمن وفي بذلك العهد فله الجنة، ومن ذهب برقبته يخلد في النار بمقدار دوام السماوات والأرض؛ فإنما دامتا للمعاملة؛ وكذلك أهل الجنة خلود في الجنة بمقدار ذلك؛ فإذا تمت هذه المعاملة وقع الجميع في مشيئة الله؛ قال الله تعالى: « وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما إلا بالحق » [ الدخان: 39 ]

فيخلد أهل الدارين بمقدار دوامهما، وهو حق الربوبية بذلك المقدار من العظمة؛ ثم أوجب لهم الأبد في كلتا الدارين لحق الأحدية؛ فمن لقيه موحدا لأحديته بقي في داوه أبدا، ومن لقيه مشركا بأحديته إلها بقي في السجن أبدا؛ فأعلم الله العباد مقدار الخلود، ثم قال: « إلا ما شاء ربك » من زيادة المدة التي تعجز القلوب عن إدراكها لأنه لا غاية لها؛ فبالاعتقاد دام خلودهم في الدارين أبدا. وقد قيل: إن « إلا » بمعنى الواو، قاله الفراء وبعض أهل النظر وهو: الثامن: والمعنى: وما شاء ربك من الزيادة في الخلود على مدة دوام السماوات والأرض في الدنيا. وقد قيل في قوله تعالى: « إلا الذين ظلموا » [ البقرة: 150 ] أي ولا الذين ظلموا. وقال الشاعر:
وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان

أي والفرقدان. وقال أبو محمد مكي: وهذا قول بعيد عند البصريين أن تكون « إلا » بمعنى الواو، وقد مضى في « البقرة » بيانه. وقيل: معناه كما شاء ربك؛ كقوله تعالى: « ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف » [ النساء: 22 ] أي كما قد سلف، وهو: التاسع، العاشر: وهو أن قوله تعالى: « إلا ما شاء رب » إنما ذلك على طريق الاستثناء الذي ندب الشرع إلى استعماله في كل كلام؛ فهو على حد قوله تعالى: « لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين » [ الفتح: 27 ] فهو استثناء في واجب، وهذا الاستثناء في حكم الشرط كذلك؛ كأنه قال: إن شاء ربك؛ فليس يوصف بمتصل ولا منقطع؛

ويؤيده ويقويه قوله تعالى: « عطاء غير مجذوذ » ونحوه عن أبي عبيد قال: تقدمت عزيمة المشيئة من الله تعالى في خلود الفريقين في الدارين؛ فوقع لفظ الاستثناء، والعزيمة قد تقدمت في الخلود، قال: وهذا مثل قوله تعالى: « لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين » [ الفتح: 27 ] وقد علم أنهم يدخلونه حتما، فلم يوجب الاستثناء في الموضعين خيارا؛ إذ المشيئة قد تقدمة، بالعزيمة في الخلود في الدارين والدخول في المسجد الحرام؛ ونحوه عن الفراء. وقول: حادي عشر: وهو أن الأشقياء هم السعداء، والسعداء هم الأشقياء لا غيرهم، والاستثناء في الموضعين راجع إليهم؛ وبيانه أن « ما » بمعنى « من » استثنى الله عز وجل من الداخلين في النار المخلدين فيها الذين يخرجون منها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بما معهم من الإيمان، واستثنى من الداخلين في الجنة المخلدين فيها الذين يدخلون النار بذنوبهم قبل دخول الجنة ثم يخرجون منها إلى الجنة. وهم الذين وقع عليهم الاستثناء الثاني؛

كأنه قال تعالى: « فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك » ألا يخلده فيها، وهم الخارجون منها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإيمانهم وبشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهم بدخولهم النار يسمون الأشقياء، وبدخلهم الجنة يسمون السعداء؛ كما روى الضحاك عن ابن عباس إذ قال: الذين سعدوا شقوا بدخول النار ثم سعدوا بالخروج منها ودخولهم الجنة.
وقرأ الأعمش وحفص وحمزة والكسائي « وأما الذين سعدوا » بضم السين. وقال أبو عمرو: والدليل على أنه سعدوا أن الأول شقوا ولم يقل أشقوا. قال النحاس: ورأيت علي بن سليمان يتعجب من قراءة الكسائي « سعدوا » مع علمه بالعربية! إذ كان هذا لحنا لا يجوز؛ لأنه إنما يقال: سعد فلان وأسعده الله، وأسعد مثل أمرض؛ وإنما احتج الكسائي بقولهم: مسعود ولا حجة له فيه؛ لأنه يقال: مكان مسعود فيه، ثم يحذف فيه ويسمى به.

وقال المهدوي: ومن ضم السين من « سعدوا » فهو محمول على قولهم: مسعود وهو شاذ قليل؛ لأنه لا يقال: سعده الله؛ إنما يقال: أسعده الله. وقال الثعلبي: « سعدوا » بضم السين أي رزقوا السعادة؛ يقال: سعد وأسعد بمعنى واحد وقرأ الباقون « سعدوا » بفتح السين قياسا على « شقوا » واختاره أبو عبيد وأبو حاتم. وقال الجوهري: والسعادة خلاف الشقاوة؛ تقول: منه سعد الرجل بالكسر فهو سعيد، مثل سلم فهو سليم، وسعد فهو مسعود؛ ولا يقال فيه: مسعد، كأنهم استغنوا عنه بمسعود. وقال القشيري أبو نصر عبدالرحيم: وقد ورد سعده الله فهو مسعود، وأسعده الله فهو مسعد؛ فهذا يقوي قول الكوفيين وقال سيبويه: لا يقال سعد فلان كما لا يقال شقي فلان؛ لأنه مما لا يتعدى. « عطاء غير مجذوذ » أي غير مقطوع؛ من جذه يجذه أي قطعه.

تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
remove_circleمواضيع مماثلة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى