منتدى الأرانب للجميع
بحث عن الابصار والسمع فى القرآن الكريم (متفرع من بحث الرقية) - صفحة 2 343215

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات الأرانب للجميع .
المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى . مع تحيات الإدارة

بحث عن الابصار والسمع فى القرآن الكريم (متفرع من بحث الرقية) - صفحة 2 Rabbit10


منتدى الأرانب للجميع
بحث عن الابصار والسمع فى القرآن الكريم (متفرع من بحث الرقية) - صفحة 2 343215

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات الأرانب للجميع .
المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى . مع تحيات الإدارة

بحث عن الابصار والسمع فى القرآن الكريم (متفرع من بحث الرقية) - صفحة 2 Rabbit10

منتدى الأرانب للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأرانب للجميع دخول

أول منتدى عربى رائد في مجال تربية الأرانب ومستلزماتها ... يضم صفوة خبراء المجال ويعتبر الوجهة الأولى لمربي الأرانب فى العالم العربي ، حيث يساعد أصحاب الأرانب والحيوانات بأمورتربيتها ورعايتها وكيفية التعامل معها ، تجد به أيضا كل ما يهمك عن الزراعة وتربية


بحث عن الابصار والسمع فى القرآن الكريم (متفرع من بحث الرقية)

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

21052018
بحث عن الابصار والسمع فى القرآن الكريم (متفرع من بحث الرقية)

لماذا يختلف تآثير القرآن الكريم من شخص لآخر ؟؟ ولماذا لا يستفيد البعض منه ؟؟

كثيرا ما اصبت بالحيرة حيث قمت بالرقية وتابعت بعضا ممن يقومون بها .. ولفت نظرى حالتين اثنتين قررت المقارنة بينهما .. حيث ظلت واحدة تعانى سنوات ولم تشفى حتى الان مع طرقها للكثير من الابواب للعلاج.. بينما شفيت اخرى فى فترة بسيطة وبدون مشايخ الا بالتوجية فقط .. الفرق الذى لاحظتة هو ان الاولى متبرجة وتلبس ملابس ضيقة مع التزامها .. والثانية ملتزمة وغير متبرجة .. وهذا هو الظاهر لدى .. وحين البحث عن تآثير كلام الله وجدت الجوهرة التالية من تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله ..

وفى الآيات الكريمة نجد المتضادات مثل الابصار والعمى للمؤمنين والكافرين وكذلك الامر للسمع .. ومما فهمتة واعتقدة ان المؤمن يصير بصرة وسمعة قويا بحيث يرى ويسمع  آيات الله بشكل اوضح ويرى ويسمع  آيات الله فى الكون وفى القرآن وحين يخطئ يرى خطأة ويرى الرسائل حولة وفى الناس حتى فى منامة يرى وفى يقظتة وفى الحوادث وكلما ارتقى فى ايمانة اصبح بصرة وسمعة اقوى تتوارد علية الخواطر .. بل انة يرى ويسمع الرسائل له بطرق شتى سواء خاصة بة او عامة .

كمثال انت مريض والطبيب وصف لك الدواء ثلاث مرات يوميا فهل اذا اخذت الدواء مرة واحدة او لم تأخذة اساسا هل تنتظر الشفاء ثم اذا كنت لا تزيل اسباب المرض فهل ينفعك الدواء كمثل الشخص الذى ينزل ليستحم فى ماء ملوث بالبلهارسيا ثم يأخذ العلاج وهو لا يكف عن ازالة مسبب المرض .. هل تعلم ان ذلك رحمه من الله بك ... بعكس الكافر فهو اعمى تماما وان كان مبصرا ... والله تعالى اعلى واعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كذلك وجدت اليوم مما ورد بالبحث سابقا التالى وهو عن (السمع) .. وكان مميزا من تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله عن باقى التفسيرات ..
راجع الآيات السابقة ثم اقرء التالى ..

( وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ )بعض العلماء قال ليس مجرد استماع .. الاستماع دا معناه استجيبوا لمطالبه ( استجيبوا لمطلوبات القرآن )

قال تعالى
( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾ فاطر

مختصر من تفسير الشيخ الشعراوى

بعد ان تكلم الحق سبحانه وتعالى عن الحال فى التكليفات فقال : لا يستوى الاعمى الجاهل بأصول دينه والبصير العالم بها ولا يستوى نور الايمان والهداية مع ظلمات الضلال ........ ثم يقول سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ) .. النبى صلى الله عليه وسلم جاء على كفر وجهالة من قومة , فكانت دعوتة ان يخرجهم من العمى والجهالة الى ما ينير بصائرهم ويخرجهم من ظلمات الضلال الى نور الايمان ’ ...............

كذلك هنا يخاطبه بقوله ( إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ) . اى سماع هدايه واقبال , والا فهم جميعا يسمعون لكن هناك سماع اعراض وسماع اقبال . منهم من يقبل ويؤمن ويتآثر بكلام الله ، ومنهم من يسمع ثم يعرض وينصرف عما سمع ، لذلك قال الله فيهم (وَلَو عَلِمَ اللَّـهُ فيهِم خَيرًا لَأَسمَعَهُم وَلَو أَسمَعَهُم لَتَوَلَّوا وَهُم مُعرِضونَ ﴿٢٣﴾ الانفال ..

اذن يا محمد ، لقد اديت ما عليك نحوهم ، وخاطبتهم خطاب هداية ، وخطاب تهديد ووعيد ، فلم يسمعوا (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾ فاطر .. فجعلهم الله لعدم سماعهم كالأموات ، والا فرسول الله خاطب اهل قليب بدر من الكفار حين وقف عليهم وناداهم  بأسمائهم : " يا عتبة بن ربيعة ، يا شيبة بن ربيعة ، يا أبا جهل أليس وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ، فَإِنَّا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا " .

فقال عمر : اتكلمهم وقد جيفوا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( والله ، ما أنتم بأسمع منهم ، ولكنهم لا يتكلمون ) .. فالمعنى : ما أنت بمسمع السماع المؤدى الى الهداية ، كما أنك لا تُسْمِعُ من فى القبور ، لأن زمن السماع وقبول الهداية انتهى بالموت . لكن اذا كان رسول الله لا يُسمع من فى القبور ، فما مهمته ؟ يقول سبحانه بعدها : (إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴿٢٣﴾ فاطر ............

وكأن الحق سبحانه يريد ان يخفف عن رسوله ، فيحدد له هذة المهمة فحسب ، وليس لة ان يزيد عليها بما يشقُ عليه حتى يكاد يُهلك نفسة ،  ..... قال تعالى (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ الشعراء .

سبحان الله .. بعد اضافة تفسير الآيه الكريمة للموضوع .. وقبل النوم فتحت المصحف بشكل تلقائى تماما لأجد الآيه الكريمة  

قال تعالى
( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾ فاطر

ربما ذلك الفيديو على الرابط التالى يشير الى شئ ما لا نأخذ بالنا منه .. الآيات والرسائل امامك لكن هل تراها ؟؟

https://www.youtube.com/watch?v=6K-fstJQoi8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجربة خاصة وكلام هام جدا للدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن ( الرسائل )
ملحوظة .. كنت اعتقد فى بداية كتابة هذة المشاركة ونقلها للدكتور مصطفى محمود ان ما حدث له ( ابصار ) ولكن بعد المراجعه اعتقد ان ما حدث له رساله .. والفرق بين الرسائل والابصار كبير جدا ..

فالابصار على حد فهمى حتى الان هو رؤية الحق حقا واتباعة والباطل باطلا واجتنابة وهذا بالاخص للمؤمن ..
وقد يكون فى حالة اخرى مثل .. قوله تعالى (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾ يس ..عندما عمى الكافرون عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  
اى عدم ابصار للحق وعدم ابصار مادى للعين الاثنين معا ..
وربما يشمل رؤية اشياء ايمانية للخاصة لا يراها غيرهم .. منها ما هو تذكير او تفقيه او علم او تثبيت او انذار والله تعالى اعلى واعلم

كذلك قد يكون الابصار ايضا هو رؤية تخيلية فى العقل والوجدان (التخيل) .. بحيث تحاول تخيل العواقب فى كلام الله عز وجل .. كمثال

قال تعالى
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾ فاطر

قال تعالى
قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّـهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٢﴾ إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴿٢٣﴾ الجن

قال تعالى
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣﴾ لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴿١٤﴾

ملحوظة : من الآيه السابقة فهمت ان من العذاب فى النار هو ضيق المكان ايضا .. كيف اذن وقد قرئت من الاحاديث ان الحجر يلقى فى جهنم فيظل سبعين عاما او خريفا حتى يصل قاعها .. وان الله عز وجل خلق الجنة فيها اماكن تكفى الانس والجن كلهم .. والنار كذلك .. اذن كيف تكون النار ضيقة ؟؟؟ وعند البحث وجدت التالى ..

قال تعالى
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ ق

من تفسير الطبرى
وقوله ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ ) يقول: وما أنا بظلام للعبيد في ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ ) وذلك يوم القيامة, ويوم نقول من صلة ظلام. وقال تعالى ذكره لجهنم يوم القيامة : ( هَلِ امْتَلأْتِ ) ؟ لما سبق من وعده إياها بأنه يملأها من الجِنَّة والناس أجمعين.

أما قوله ( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله, فقال بعضهم: معناه: ما من مزيد. قالوا: وإنما يقول الله لها: هل امتلأت بعد أن يضع قدمه فيها, فينـزوي بعضها إلى بعض, وتقول: قطِ قطِ, من تضايقها; فإذا قال لها وقد صارت كذلك: هل امتلأت؟ قالت حينئذ: هل من مزيد: أي ما من مزيد, لشدّة امتلائها, وتضايق بعضها إلى بعض.

ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) قال ابن عباس: « إن الله الملك تبارك وتعالى قد سبقت كلمته: لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ فلما بعث الناس وأحضروا, وسيق أعداء الله إلى النار زمرا, جعلوا يقتحمون في جهنم فوجا فوجا, لا يلقى في جهنم شيء إلا ذهب فيها, ولا يملأها شيء, قالت: ألستَ قد أقسمت لتملأني من الجِنَّة والناس أجمعين؟ فوضع قدمه, فقالت حين وضع قدمه فيها: قدِ قدِ, فإني قد امتلأت, فليس لي مزيد, ولم يكن يملأها شيء, حتى وَجَدَتْ مسّ ما وُضع عليها, فتضايقت حين جعل عليها ما جعل, فامتلأت فما فيها موضع إبرة » .


من تفسير ابن كثير
[ و ] قال الوليد بن مسلم ، عن يزيد بن أبي مريم أنه سمع مجاهدا يقول : لا يزال يقذف فيها حتى تقول : قد امتلأت فتقول : هل [ في ] من مزيد ؟ وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو هذا .
فعند هؤلاء أن قوله تعالى : ( هل امتلأت ) ، إنما هو بعد ما يضع عليها قدمه ، فتنزوي وتقول حينئذ : هل بقي في [ من ] مزيد ؟ يسع شيئا .
قال العوفي ، عن ابن عباس : وذلك حين لا يبقى فيها موضع [ يسع ] إبرة . فالله أعلم .
ـــــــــــــــــ
على سبيل المثال .. هل تبصر هذة الآيات .. هل تفكرت فى معنى الخلود فى النار .. لامهرب ولا موت ولا خروج ولا نهاية لذلك بل ظروف التواجد فى النار كذلك .. لأحساس ذلك المعنى قد تحتاج للتفكر والتخيل ايام عديدة بل ربما اشهر .. هل اذا ابصرت تلك الحقيقة هل يمكنك ان تتخيل انك قد يكون مصيرك هكذا ؟؟
وكذلك العكس عن الجنة ونعيمها .. فنعيم الدنيا ليس بنعيم سواء من ناحية المقارنة مع نعيم الجنة او من حيث زمن التنعم .. فنعيم الدنيا غير دائم فهو مثل تذوق شئ فقط ..
 ــــــــــ
قال تعالى
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴿٢٠﴾ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٢١﴾ الذاريات
من تفسير ابن كثير
ولهذا قال: ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) :قال قتادة:من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت مفاصله للعبادة.

قال تعالى
قُل لا أَقولُ لَكُم عِندي خَزائِنُ اللَّـهِ وَلا أَعلَمُ الغَيبَ وَلا أَقولُ لَكُم إِنّي مَلَكٌ إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يوحى إِلَيَّ قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرونَ ﴿٥٠﴾ الانعام

قال تعالى
وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نوحي إِلَيهِم مِن أَهلِ القُرى أَفَلَم يَسيروا فِي الأَرضِ فَيَنظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِلَّذينَ اتَّقَوا أَفَلا تَعقِلونَ ﴿١٠٩﴾ يوسف

ومن الآيات السابقة نجد قوله عز وجل  (أَفَلا تُبْصِرُونَ) (أَفَلا تَتَفَكَّرونَ) (أَفَلا تَعقِلونَ) .. فهناك اذن ما يساوى عدم الابصار وهو عدم التفكر وعدم التعقل .. اى ان الابصار قد يكون مساويا او مؤديا الى التفكر والتعقل .. والله تعالى اعلى واعلم .

لكن الرسائل تعتمد على مصدرها فبعضها يكون آلهى وبالنسبة للرسائل كما قال الدكتور مصطفى محمود فهى للجميع ولكنى اتذكر هنا كلام الحق عز وجل من سورة يوسف

قال تعالى
( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنّي أَراني أَعصِرُ خَمرًا وَقالَ الآخَرُ إِنّي أَراني أَحمِلُ فَوقَ رَأسي خُبزًا تَأكُلُ الطَّيرُ مِنهُ نَبِّئنا بِتَأويلِهِ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنينَ ﴿٣٦﴾ قالَ لا يَأتيكُما طَعامٌ تُرزَقانِهِ إِلّا نَبَّأتُكُما بِتَأويلِهِ قَبلَ أَن يَأتِيَكُما ذلِكُما مِمّا عَلَّمَني رَبّي إِنّي تَرَكتُ مِلَّةَ قَومٍ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرونَ ﴿٣٧﴾) يوسف

اذن من الآيه الكريمه ان سيدنا يوسف كان قادرا على قراءة الرسائل او تأويل الاحلام التى لم يستطع حتى اصحابها تأويلها .. اذن الرسائل تحدث للجميع ولكن من يستطيع قراءتها بصدق هو نوع من الابصار .. كذلك كلام الله لنا كلنا .. من يستطيع فهمة وسمعة واتباعة فهو مبصر .. وقد يسمعة البعض ويراة ولكنة تماما غير مبصر او سامع لة .. هذا والله تعالى اعلى واعلم ..
... وبعضها ربما يكون شيطانى كشئ مثل ( وحى الشياطين ) او القاء الشياطين فى الانفس .. والله تعالى اعلى واعلم ويراجع اهل العلم فى ذلك اولا ..

تجربة للدكتور مصطفى محمود( قبل تدينة ) حول رؤيتة وهو نائم لاصدقاء لة .. ليفاجئ بعد استيقاظة بحقيقة رؤيتة بالضبط .. وتطبيقة لتعليمات اليوجا وخلافة لتقوية هذة الظاهرة عندة .. ليكتشف خداع وزيف اليوجا وتعليماتها ..

ومن كلامة  .. نفذت التعليمات لتقوية هذة الامور والنتيجة صفر وفشل بالكامل ولم استطع انى استعيد هذة التجربة بالمرة او انى اقوى هذة الامور واشك فى امكانية ان الانسان بالارادة يقدر يخضع هذة الظواهر لأمرة بحيث انها تيجى على مزاجة ممكن يفتح دكان بخت وشركة تنبؤات دة كلام فارغ ..  ظواهر تحدث ولا علاقة لها بالمرة بأن فلان دة عندة شفافية او صالح اومتدين او مكشوف عنة الحجاب كل دة بكش وهى تحدث لكل الناس ودة نوع من الرزق اللى ربنا بيبعته لكل خلق الله من كل الملل وناس بلا مله .

وكمثال فرعون مصر اللى القرآن تكلم عنة وحلم بمستقبل مصر لسبع سنوات ..طيب ايه حكمة هذة الظواهر ؟؟ ان ربنا بيوارب الباب للبعض انه بيفوت معلومة من حين لآخر .. الحكمة واضحة هى رحمة من رحمات ربنا ولطف من الطافة ان هوه يحاول يستدرج بعض الناس بلطف بهذة الاسرار الغيبية وبيقربهم لحاجات كانوا يتعجبوا منها .. يقولك انت متعجب ان ملك من الملائكة ينزل ويوحى للنبى عليه الصلاه والسلام طيب اهوة .. احنا ادينالك معلومة اهى وطلعت صحيحة .. نوع من اللطف الآلهى بحيث انة يفوت معلومة لانسان مبتعد فيقربة .. او بشكل اخر احيانا تكون ابتلائات وفتن ..

واحيانا او دائما هى أقامة للحجة .. ربنا بيقيم حجته على جميع الناس . عشان يوم القيامة لما واحد يقول وانا ايش عرفنى انا معقول هاصدق كتب .. يقوم ربنا يفكرة باليوم دة لما وريتك بنفسى كذا وكذا .. ربنا بيقيم حجتة على كل الناس .. او يستدرج البعض منهم والمبتعد الى القرب والى أعادة التفكير واعادة النظر او هى احيانا ابتلائات وفتن تؤدى الى ان الشخص يتصور أنة بقى شيخ ويضرب قبة ويبتدى يسترزق منها ويقولك اكشف الحجاب ..

بالنسبة للسؤال اللى انتم عايزين تسألوة دلوقتى ليا .. طيب انت بعد هذا المشوار اللى عملتة فى الدين واصبحت دلوقتى تفكيرك دينى من اولة لاخرة . يعنى هل تعتقد أن ممكن الطريق الدينى او الاجتهاد فى العبادة ممكن ينمى هذة المواهب .. وجوابى هو .. نعم .. فعلا . الاجتهاد فى العبادة فعلا ينمى هذة المواهب .. وبيفتح العين الداخلية للعابد .. لكن العابد الحقيقى لا يفكر ابدا فى هذة المسائل .. لا هوة عايز يمشى على الماء ولا عايز يفتح دكان بخت ولا عاوز يعرف بكرة سعر الدولار كام .. انما هوة بيعبد لوجه الله سبحانه وتعالى ولا يفكر الا فى الله سبحانه وتعالى ..

والعارف الحقيقى لما يلاحظ هذة الظواهر بتحصل لة .. يخفيها .. ولا يعلنها واذا حصل العكس وابتدى يرتزق بيها ويقولها ويعلنها ويتباهى بها .. بتكون النتيجة .. الابعاد .. والعياذ بالله .. ممكن ينتهى الى الطعن فى دينة من اولة لاخرة .. وان دة يبقى نوع من الاسترزاق بس بوسائل آلهيه .. ويبقى معناها انة بيستعمل اعلى المواهب لأخس الاغراض .. الشطر الاول من السؤال .. هل يؤدى الاجتهاد فى العبادة الى تنمية هذة المواهب ؟؟ اقول نعم ومؤكد تنميها .. لكن العبد الحقيقى لا يستهدف اطلاقا هذة الاشياء .. واذا استهدفها يبقى ضد الدين بالدرجة الاولى .. طبعا عايز اؤكد برضة ان بالذات .. المنهج الاسلامى او الطريق الاسلامى هوة الصراط المستقيم الى المعارف العاليه دى .. وهو يمثل اقرب الطرق للوصول الى الله سبحانه وتعالى

الحلقة على الرابط التالى
https://youtu.be/lV9WkYcdWrw
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولـئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولـئِكَ هُمُ الغافِلونَ ﴿١٧٩﴾ الاعراف

من تفسير الشيخ الشعراوى
(وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ)  .. يعنى اننا نشرنا وبثثنا لجهنم كثيرا من الجن والانس ، وهم من يعرضون عن منهجنا ، ثم يأتى الحق بالحيثيات لذلك وهى
اولا (لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها )
ثانيا (وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها )
ثالثا (وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها)

ولقائل أن يقول : ان كانت قلوبهم مخلوقة بحيث لا تفقة فما ذنبهم هم ؟؟ وما دامت عيونهم مخلوقة بحيث لا ترى فما ذنبهم ؟ وكذلك الآذان مخلوقة بحيث لا تسمع فلماذا يعاقبون ؟؟  ونقول : لا ، لم يخلقهم الله للعذاب لكنهم انشغلوا بما استحوذ عليهم من شهواتهم وصارت عقولهم لا تفكر فى شئ غيرة وتخطط فقط للحصول على الشهوة ، وكذلك العيون لا ترى الا ما يستهويها ، وكذلك الآذان . وكل منهم يرى غير مراد الرؤية ، ويسمع غير مراد السمع ................
كل الحواس – اذن – تربى المعانى عند الانسان وحين تربى المعانى فى النفس الانسانية تتكون القضايا التى تستقر فى القلب . ولذلك يمتن الحق سبحانه وتعالى على خلقه بأنه علمهم

فقال تعالى (وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ ﴿٧٨﴾ النحل
ونعود الى قول الحق تبارك وتعالى (لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها ) . والفقه هو الفهم ، ويصير الفهم قضية مرجحة انتهى اليها الاقتناع من المرائى والمحسات ، لكن هؤلاء الكافرين لا يرون بأعينهم الا هواهم ، وكذلك لا تسمع آذانهم الا ما يروق لهم ، فلا يستمعون الى هدى ، ولا يلتفتون الى الآيات التى يستدلون بها على الخالق فتعيش قلوبهم بلا فقه ، فهم اذن لهم قلوب وأعين وآذان بدليل انهم فقهوا بها وسمعوا بها ورأوا بها الاشياء التى تروق لانحرافهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾ البقرة

من تفسير الشيخ الشعراوى
معنى الختم على القلب هو حكم بأن لا يخرج من القلب ما فيه من الكفر .. ولا يدخل اليه الايمان .. نقول ان الله سبحانه وتعالى غنى عن العالمين .. فأن استغنى بعض خلقه عن الايمان واختاروا الكفر .. فأن الله يساعده على الاستغناء ولا يعينه على العودة الى الايمان .. ولذلك فأن  الحق سبحانه وتعالى يقول فى حديث قدسى

(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )) وقد وضح الحديث القدسى ان الله تبارك وتعالى يعين المؤمنين على الايمان .. فأنه لا يهمه أن يأتى العبد الى الايمان او لا يأتى .. ولذلك نجد القرآن دقيقا ومحكما بأن من كفروا قد اختاروا الكفر بارادتهم . واختيارهم للكفر كان اولا قبل ان يختم الله عل قلوبهم .. والخالق جل جلاله اغنى الشركاء عن الشرك .. ومن اشرك به فانه فى غنى عنه .

ان الذين كفروا .. اى ستروا الايمان بالله ورسوله .. هولاء يختم الله بكفرهم على آلات الادراك كلها .. القلب والسمع والبصر . والقلب أداة ادراك غير ظاهرة .. وقد قدم الله القلب على السمع والبصر فى تلك الآية لانه يريد ان يعلمنا منافذ الادراك ..

قال تعالى (وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ ﴿٧٨﴾ النحل .. وهكذا يعلمنا الله ان منافذ العلم فى الانسان هى السمع والبصر والافئدة . ولكن فى الآيه الكريمه التى نحن بصددها قدم الله القلوب على السمع والابصار .. ان الله يعلم انهم اختاروا الكفر .. وكان هذا الاختيار فبل ان يختم الله على قلوبهم .. والختم على القلوب .. معناه انة لا يدخلها ادراك جديد ولا يخرج منها ادراك قديم .. ومهما رأت العين او سمعت الاذن .. فلا فائدة من ذلك لأن هذة القلوب مختومة بخاتم الله بعد ان اختار اصحابها الكفر واصروا عليه وفى ذلك يصفهم الحق جل جلاله :

﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾  البقرة .. ولكن لماذا فقدوا كل ادوات الادراك هذة ؟ لأن الغشاوة التفت حول القلوب الكافرة ، فجعلت العيون عاجزة عن تأمل آيات الله .. والسمع غير قادر على التلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم . اذن فهولاء الذين اختاروا الكفر واصروا عليه وكفروا بالله برغم رسالاته ورسله وقرآنه . ماذا يفعل الله بهم ؟ انه يتخلى عنهم . ولأنه سبحانه وتعالى غنى عن العالمين فانه ييسر لهم الطريق الذى مشوا فيه ويعينهم عليه .. وأقرأ قوله تبارك وتعالى (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ الزخرف .. ويقول جل جلاله :

(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ الشعراء ...... لماذا يختم الله على قلوبهم ؟ .. لأن القلب هو مكان العقائد .. ولذلك فأن القضية تناقش فى العقل فاذا انتهت مناقشتها واقتنع بها الانسان تماما فانها تستقر فى القلب ولا تعود الى الذهن مرة اخرى وتصبح عقيدة وايمانا .. والحق سبحانه وتعالى يقول (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾ الحج ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾ يس

من تفسير الشيخ الشعراوى

..... هل معنى هذا ان الله تعالى يساعدهم ويعينهم على الكفر ؟ . قالوا : نعم لأن عبدى حين اناديه فيتأبى على فى ندائى ، ولا يقبل على بعبوديته لى أعينه على كفره ، لأننى رب غنى عنه ، فان احب الكفر وعشقة ولم يعد هناك أمل فى هدايته أختم على قلبه ، فلا يدخله ايمان ، ولا يخرج منة الكفر . لذلك من تجنى عليك وصد عنك فأعنه على ذلك ، ولا تذكره بنفسك . اذن : ما كفر احد غصبا عن الله ، انما كفر بما اودع الله فيه من اختيار ، ولأنه سبحانه وتعالى رب وهو خالق العباد ، فعليه سبحانه ان يعينهم ، كلا على ما يريد ، فالذى اراد الايمان وأحبه أعانه على الايمان ، والذى أراد الكفر وعشقه ايضا أعانه عليه وساعده .

لذلك ختم الله على قلوب الكافرين ، وهنا يقول (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) يعنى امامهم (سَدًّا) حاجزا ومانعا (وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) . هذا مانع مادى خارج عن تكوين الانسان (فَأَغْشَيْنَاهُمْ) يعنى : جعلنا على ابصارهم غشاوة وغطاء ، فهم مصدودون عن الحق لأشياء . أولا : فى ذواتهم أغشينا ابصارهم فلا يرون ولا يهتدون ، لأنهم بذواتهم لم يذكروا عهد الفطرة الأولى التى فطر الله الناس عليها . اما الخارج عنهم ففى المنهج الذى لم يلتفتوا اليه ، لا فيما امامهم ، ولا فيما ورائهم . لأن هناك سدا يمنعهم ، فلو تذكروا ما ينتظرهم لارتدعوا عن غيهم ، ولو تأملوا ما نزل بمن سبقهم من المكذبين ، وما حاق بهم من عذاب الله لرجعوا (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) .. أى مانعا يمنعهم من التأمل والنظر فى الادلة العقلية المنصوبة أمامهم ليؤمنوا (وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) يمنعهم ، فلم ينتهوا الى الفطرة الايمانية المودعة فيهم . ..  تم ذكر جزء من تفسير ابن كثير

أورد ابن كثير فى تفسيرة
وقال محمد بن إسحاق:حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب قال:قال أبو جهل وهم جلوس:إن محمدًا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكا، فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جِنَانٌ خير من جنان الأرْدُن وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تُعَذَّبون بها. وخرج [ عليهم ] رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وفي يده حفنة من تراب، وقد أخذ الله على أعينهم دونه، فجعل يَذُرّها على رؤوسهم، ويقرأ: يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ حتى انتهى إلى قوله: ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) ، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته، وباتوا رُصَدَاء على بابه، حتى خرج عليهم بعد ذلك خارج من الدار، فقال:ما لكم؟ قالوا:ننتظر محمدًا. قال قد خرج عليكم، فما بقي منكم من رجل إلا [ قد ] وضع على رأسه ترابا، ثم ذهب لحاجته. فجعل كل رجل منهم ينفض ما على رأسه من التراب.
ـــــــــــــــــ
قال تعالى
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾ البقرة

من تفسير الشيخ الشعراوى

فالحق سبحانة وتعالى بعد ان اخبرنا أنة بظلم هولاء المنافقين لانفسهم .. ذهب بنور الايمان من قلوبهم فهم لا يبصرون آيات الله ..أراد ان يلفتنا الى أنة ليس البصر وحده هو الذى ذهب .. ولكن كل حواسهم تعطلت فالسمع تعطل فهم صم .. والنطق تعطل فهم بكم .. والبصر تعطل فهم عمى .. قال تعالى (  وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ ﴿٧٨﴾ النحل ..

اذن كونهم فى ظلمات لا يبصرون معناها أنها قد تعطلت وسائل الادراك الاخرى ، فأذانهم صمت فهى لا تسمع منهج الحق ، والسنتهم تعطلت عن نقل ما فى قلوبهم وأبصارهم لا ترى آيات الله فى الكون اذن فآلات ادراكهم لهدى الله معطلة عندهم .. وقولة تعالى (فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) اى لن تعود اليهم هذة الوسائل ليدركوا نور الله فى كونه .. الادراك غير موجود عندهم .. ولذلك لا تطمعوا أن يرجعوا الى منهج الايمان أبدا ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا ﴿٤٥﴾ الاسراء

من تفسير الشيخ الشعراوى

يروى ان ابا جهل وابا سفيان وابا لهب وام جميل كانوا يتابعون رسول الله ، ويتنصتون عليه وهو يقرأ القرآن ليروا ماذا يقول ، وليجدوا فرصة لايذائة صلى الله عليه وسلم ، فكان الحق سبحانه يصم آذانهم عن سماع القرآن ، فالرسول يقرأ وهم لا يسمعون شيئا ، فينصرفون عنه بغيظهم . وكأن الحق سبحانه يريد من هذة الواقعة أن تكون تمهيدا لحدث أهم ، وهو ما كان من رسول الله ليلة الهجرة ، ليلة أن بيتوا له القتل بضربة رجل واحد ، فتحرسه عنايه الله وتقول له : اخرج عليهم ولا تخف ، فإِن الذى جعلك تقرأ وجعل بينك وبينهم حجابا فلا يستمعون اليك ، هو الذى سينزل على اعينهم غشاوة فلا يرونك .

ومع احكام خيوط المؤامرة لم يخرج الرسول من بينهم صامتايحبس انفاسة خوفا ، بل خرج وهو يقول (شاهت الوجوه) وهو لا يخشى انتباههم اليه ، وأكثر من ذلك : يأخذ حفنة من التراب ويذروها على وجوههم ، إِنها الثقة واليقين فى نصره وتأييده . وقوله : (حِجابًا مَستورًا) . الحجاب هو المانع من الادراك ، فإِن كان للعين فهو مانع للرؤية ، وإِن كان للأذن فهو مانع للسمع . وكلمة (مَستورًا) اسم مفعول من الستر ، فلم يقل الحق سبحانه وتعالى (ساترا) ، وهذا من قبيل المبالغة فى الستر والاخفاء ، فالمعنى أن الحجاب الذى يمنعهم من سماعك أو رؤيتك هو نفسة مستور، فإِن كان الحجاب نفسة مستورا ، فما بالك بما خلفه ؟؟  

ولا شك ان الذهن سينشغل هنا بالحجاب المادى ، لكن هذا الحجاب الذى يتحدث عنه الحق سبحانه حجاب معنوى ولا يراه احد ، كما فى قوله تعالى (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها) الرعد .. فلو قال : بغير عمد وسكت فقد نفى وجود عمد للسماء وانتهت المسالة ، وأدخلناها تحت قوله تعالى (إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ) فاطر .. فالأمر قائم على قدره الله دون وجود عمد تحمل السماء . لكن قوله تعالى (تَرَونَها ) تجعل المعنى صالحا لأن نقول بغير عمد ، وأنتم ترونها كذلك ، فننظر هنا وهناك فلا نجد للسماء عمد تجملها ،

أو نقول : ان لها عمدا لكنا لا نراها ، فهى عمد معنوية ، فلا ينصرف ذهنك الى ما نقيمه نحن من عمد المسلح او الرخام او الحديد . وفى هذا ما يدك الغرور فى الانسان ، ليعلم انة لا يدرك الا ما أذن الله له فى ادراكه ، وان حواس الادراك لديه قد تتوقف عن هذا الادراك ، فليس معنى انها مدركة أن تظل مدركة دائما ، فليس لها طلاقة لتفعل ما تشاء ، بل الحق سبحانه وتعالى يعطيها هذة القدرة ، او يسلبها اياها . فالقدرة الالهية هى التى تسير هذا الكون ، وتأمر كل شئ بأن يؤدى مهمتة فى الحياة ، وان شاء عطلها عن اداء هذة المهمة .

من تفسير القرطبى

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما قالت: لما نزلت سورة « تبت يدا أبي لهب » أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فِهر وهي تقول:

مذمما عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا

والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه؛ فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنها لن تراني ) وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال. وقرأ « وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا » . فوقفت على أبي بكر رضي الله عنه ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر، أخبرت أن صاحبك هجاني! فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك.

قال: فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها. وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه: لما نزلت « تبت يدا أبي لهب وتب » [ المسد: 1 ] جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه، فقال أبو بكر: لو تنحيت عنها لئلا تسمعك ما يؤذيك، فإنها امرأة بذية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنه سيحال بيني وبينها ) فلم تره. فقالت لأبي بكر: يا أبا بكر، هجانا صاحبك! فقال: والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله. فقالت: وإنك لمصدقه؛ فاندفعت راجعة. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، أما رأتك؟

قال: ( لا ما زال ملك ببني وبينها يسترني حتى ذهبت ) . وقال كعب رضي الله عنه في هذه الآية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستتر من المشركين بثلاث آيات: الآية التي في الكهف « إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا » ، [ الكهف: 57 ] ، والآية في النحل « أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم » [ النحل: 108 ] ، والآية التي في الجاثية « أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة » [ الجاثية: 23 ] الآية.

فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأهن يستتر من المشركين. قال كعب رضي الله تعالى عنه: فحدثت بهن رجلا من أهل الشام، فأتى أرض الروم فأقام بها زمانا، ثم خرج هاربا فخرجوا في طلبه فقرأ بهن فصاروا يكونون معه على طريقه ولا يبصرونه. قال الثعلبي: وهذا الذي يروونه عن كعب حدثت به رجلا من أهل الري فأسر بالديلم، فمكث زمانا ثم خرج هاربا فخرجوا في طلبه فقرأ بهن حتى جعلت ثيابهن لتلمس ثيابه فما يبصرونه.

قلت: ويزاد إلى هذه الآية أول سورة يس إلى قوله « فهم لا يبصرون » . فإن في السيرة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومقام علي رضي الله عنه في فراشه قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب في يده، وأخذ الله عز وجل على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات من يس: « يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين. على صراط مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم - إلى قوله - وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون » [ يس: 6 ] . حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.

قلت: ولقد اتفق لي ببلادنا الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا. وذلك أني هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبي فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شيء، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن؛ فعبرا علي ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله؛ يعنون شيطانا. وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يروني، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك. وقيل: الحجاب المستور طبع الله على قلوبهم حتى لا يفقهوه ولا يدركوا ما فيه من الحكمة؛ قاله قتادة.

وقال الحسن: أي أنهم لإعراضهم عن قراءتك وتغافلهم عنك كمن بينك وبينه حجاب في عدم رؤيته لك حتى كأن على قلوبهم أغطية. وقيل: نزلت في قوم كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن، وهم أبو جهل وأبو سفيان والنضر بن الحارث وأم جميل امرأة أبي لهب وحويطب؛ فحجب الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم عن أبصارهم عند قراءة القرآن، وكانوا يمرون به ولا يرونه؛ قاله الزجاج وغيره. وهو معنى القول الأول بعينه، وهو الأظهر في الآية، والله اعلم. وقوله: « مستورا » فيه قولان: أحدهما - أن الحجاب مستور عنكم لا ترونه. والثاني: أن الحجاب ساتر عنكم ما وراءه؛ ويكون مستورا به بمعنى ساتر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
{ وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هـذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ ﴿١٢٥﴾ }.التوبة

من تفسير الشيخ الشعراوى
ويعلمنا الحق انه قد قسم الناس قسمين : قسم كافر او منافق ، وهذا القسم يزيدة القرآن كفرا ، أما القسم المؤمن فاستقباله للقرآن يزيد من ايمانه. هنا اختلف العلماء بعضهم قال ( الايمان يزيد وينقص ) والاخر قال ( الايمان لا يزيد ولا ينقص )

الذين قالوا : ان الايمان لا يزيد ولا ينقص ، فلحظة ان يتألق الايمان فى القلب ، يستقر فيه وهو الايمان بالله وأن لا آله الا الله ولا معبود سواه وأن محمدا رسوله المبلغ عنه ، هذا الايمان لا يزيد ولا ينقص ، والمثال هو قول الامام على كرم الله وجهه : لو انكشف عنى الحجاب ما ازددت الا يقينا  .
اما العلماء الذين قالوا بأن الايمان يزيد وينقص فقد قصدوا بذلك تطبيق مستلزمات الايمان من الآيات ، فكل آيه تحتاج ممن يصدقها أن يكون مؤمنا بالله أولا ، ثم ينفذ متطلبات الآيه .
وكل المسلمين مؤمنون بالله ، ولكن فى جزئيات التطبيق نجد من يطبق عشرين جزئية وآخر يطبق ثلاثين ، أما اصل الايمان الذى استقبل به الانسان التكليف وهو التوحيد ، فلا يزيد ولا ينقص .
(فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ ) .. يستبشر’ أى :يملأ السرور بشرته فترى البريق والفرحة والانبساط ، ومن يستبشر بآيه من آيات الحق فهو الذى يفهم من الآيه شيئا جديدا ، يدخل على نفسه السرور ، ولذلك فهو يرتاح لنزول تكليفات ايمانيه جديدة ، ليعظم ويزداد ثوابه
أما الاخرون فيقول الحق سبحانه عنهم : (وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ ) ..

والرجس : هو الشئ المستقذر ، وتكون القذارة حسية ، ومرة تكون معنوية ، فالميتة مثلا قذارتها حسية ، لأنها ماتت ودمها فيها ، والدم كما نعلم ، له مجريان ، مجرى للدم قبل ان يتكرر ، ومجرى اخر للدم بعد ان يتكرر ، والدم قبل ان يتكرر يمر على الرئة والكلى قتنقية الرئة والكلى من الاشياء الضارة التى تصل الية نتيجة تفاعلات أعضاء الجسم المختلفة . وبعد ان تتم تنقيتة عن طريق الرئتين والكلى يصير دما صالحا . فاذا مات الحيوان بقى فية دمة الصالح والفاسد . لذلك نحن نذبح الحيوان قبل ان نأكلة  ونضحى بدمة الصالح مع الفاسد حتى لا يصيبنا الدم الفاسد بالامراض ، ولذلك تعتبر الميتة رجسا .

وهناك رجس معنوى ، ولذلك قال الحق : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ المائدة .. اذن فهناك رجس حسى ، ورجس معنوى ، ويطلق الرجس على الكفر ايضا ، ومرة يطلق الرجس على همسات الشيطان ووسوسته . وفى ذلك يقول الحق (إِذ يُغَشّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطانِ وَلِيَربِطَ عَلى قُلوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدامَ ﴿١١﴾ الانفال .. وهنا يقول الحق (وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم ) ولأنهم يكفرون بالله وبآياته ، فهذا يزيدهم رجسا على رجسهم ويصبح كفرهم مركبا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَـئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾  فصلت

من تفسير الشيخ الشعراوى
وقر ( صمم ) .. اذن استقبال القرآن يختلف باختلاف نيه المُستقبل .. المؤمن .. ايه الاسلوب العالى ده وينشرح صدرة  .. واللى مش عايز يؤمن يقول ايه..  ايه اللى فية يعنى .. مثل الآيه .. قال تعالى (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا )  آيه 16سورة محمد .... قالك اهو دة الفاعل والقابل .. نظرية فلسفية .. الفاعل يفعل والقابل يقبل ولا ما يقبلشى ..

الراجل مسك الفأس وقعد يعزق فى ارض صخرية .. الفاعل فعل .. ولكن القابل لم يقبل .. لا تحكم على شئ الا اذا اتحد فية الفاعل بالقابل للفعل .. وضربنا مثل كوباية الشاى والنفخ فى اليد .. النفخة واحدة من نفس واحد .. تصحى الصبحية فى البرد والدنيا شتاء وتنفخ فى يدك لكى تدفئ يدك .. ولما الشاى يجيلك ساخن .. تنفخ .. عشان اية .. عشان يبرد .. بقى دة عشان تسخن ودة عشان يبرد .. ايوه لأن القابل مختلف ..

على الرابط التالى بداية من الدقيقة 40
https://youtu.be/z-DC8Vck-_0

وعلى الرابط التالى بادية من الدقيقة الاولى للتكملة
https://youtu.be/wJLn9IMn_04

وقر ( صمم ) .. وهما كمان (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ) حتى هما .. حطوا اصابعهم فى اذانهم واستغشوا ثيابهم .. مش عايزين يشوفوة ... (أُولَـئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) كأن النداء الذى ناداهم الخلق . هم بعداء عنه ما وصلش لآذانهم .. ليه لأن فى اذانهم وقر وهما كمان حطوا اصابعهم فى آذانهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾ الحج

من تفسير ابن كثير
وقوله : ( أفلم يسيروا في الأرض ) أي : بأبدانهم وبفكرهم أيضا ، وذلك كاف ، كما قال ابن أبي الدنيا في كتاب " التفكر والاعتبار " :
حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر ، حدثنا مالك بن دينار قال : أوحى الله تعالى إلى موسى ، عليه السلام ، أن يا موسى ، اتخذ نعلين من حديد وعصا ، ثم سح في الأرض ، واطلب الآثار والعبر ، حتى تتخرق النعلان وتكسر العصا .
وقال ابن أبي الدنيا : قال بعض الحكماء : أحي قلبك بالمواعظ ، ونوره بالفكر ، وموته بالزهد ، وقوه باليقين ، وذلله بالموت ، وقرره بالفناء ، وبصره فجائع الدنيا ، وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الأيام ، واعرض عليه أخبار الماضين ، وذكره ما أصاب من كان قبله ، وسر في ديارهم وآثارهم ، وانظر ما فعلوا ، وأين حلوا ، وعم انقلبوا .
أي : فانظروا ما حل بالأمم المكذبة من النقم والنكال ( فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ) أي : فيعتبرون بها ، ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) أي : ليس العمى عمى البصر ، وإنما العمى عمى البصيرة ، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر ، ولا تدري ما الخبر .

من تفسير القرطبى
قوله تعالى: « أفلم يسيروا في الأرض » يعني كفار مكة فيشاهدوا هذه القرى فيتعظوا، ويحذروا عقاب الله أن ينزل بهم كما نزل بمن قبلهم. « فتكون لهم قلوب يعقلون بها » أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محله الأذن. وقد قيل: إن العقل محله الدماغ؛ وروي عن أبي حنيفة؛ وما أراها عنه صحيحة. « فإنها لا تعمى الأبصار » قال الفراء: الهاء عماد، ويجوز أن يقال فإنه، وهي قراءة عبدالله بن مسعود، والمعنى واحد، التذكير على الخبر، والتأنيث على الأبصار أو القصة؛ أي فإن الأبصار لا تعمى، أو فإن القصة. « لا تعمى الأبصار » أي أبصار العيون ثابتة لهم. « ولكن تعمى القلوب التي في الصدور » أي عن درك الحق والاعتبار. وقال قتادة: البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة، والبصر النافع في القلب. وقال مجاهد: لكل عين أربع أعين؛ يعني لكل إنسان أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته؛ فإن عميت عينا رأسه وأبصرت. عينا قلبه فلم يضره عماه شيئا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئا. وقال قتادة وابن جبير: نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم الأعمى. قال ابن عباس ومقاتل: ( لما نزل « ومن كان في هذه أعمى » [ الإسراء: 72 ] قال ابن أم مكتوم: يا رسول الله، فأنا في الدنيا أعمى أفأكون في الآخرة أعمى؟ فنزلت « فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور » . أي من كان في هذه أعمى بقلبه عن الإسلام فهو في الآخرة في النار ) .

من تفسير البغوى
( لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) ذكر « التي في الصدور » تأكيدا كقوله: يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ( الأنعام: 38 ) معناه أن العمى الضار هو عمى القلب, فأما عمى البصر فليس بضار في أمر الدين, قال قتادة: البصر الظاهر: بلغة ومتعة, وبصر القلب: هو البصر النافع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(يَومَ نَدعو كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَمَن أوتِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ فَأُولـئِكَ يَقرَءونَ كِتابَهُم وَلا يُظلَمونَ فَتيلًا ﴿٧١﴾ وَمَن كانَ في هـذِهِ أَعمى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمى وَأَضَلُّ سَبيلًا ﴿٧٢﴾ الاسراء
من تفسير ابن كثير
وقوله: ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا ) قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد: ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ ) أي:في الحياة الدنيا ( أَعْمَى ) عن حجج الله وآياته وبيناته ( فَهُوَ فِي الآخِرَةِ


عدل سابقا من قبل مصطفى2 في الأحد يونيو 10, 2018 9:17 pm عدل 12 مرات

تعاليق

مصطفى2
اول امس رزقت بمولود .. ثم ظهرت مشكلة بين الجميع على تسميتة .. المشكلة معرضة للتفاقم .. راى الازهر فى الامر ان التسمية من حق الوالد .. مع العلم ان التشاور يتم تفضيلة .. البعض نصح بصلاة الاستخارة .. لكن اليوم 11/3/2020 .. وبعد اعداد قائمة بالاسماء تم تمزيقها اعتراضا .. الطرفان معترضان على التسمية .. عند ذلك مر بالشارع شاب ( معاق ذهنيا ) .. كان المخاط ينزل من انفة بكثرة على فمة ربما اثر برد .. خرجت الية بمنديلين ومسحت المخاط .. ذهبت بعدها لحل المشكلة قبل تفاقمها .. تم نطق اسم محمد فى الجلسة ولم يكن من ضمن الاسماء المرشحة اساسا .. صمت الجميع .. هناك هاتف محمول تم تشغيل اذاعة القرآن الكريم علية .. لم يكن احد ينصت .. هناك برنامج ما .. التقطت الهاتف لاطفاء الراديو .. كيف يتم اطفائة .. فى هذة اللحظة وفى الساعة الثانية عشرة والنصف تقريبا قبل او بعد بقليل .. كان صوت شيخ ما يتكلم عن تسمية المولود .. لم اكن انصت ولم يكن هناك احد ينصت .. لكن فجأة ( تسمية المولود ) .. كان الشيخ يتكلم عن تسمية المولود ب ( محمد )  .. وصلت الرسالة الينا .. سبحان الله والحمد لله ولا آله الا الله .. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد .. الجميع اتفق على الاسم . انتهت المشكلة فى لحظة ..
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
remove_circleمواضيع مماثلة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى